الهجرة إلى أوروبا

من بين الأسباب التي تدفع عديداً من الناس إلى الهجرة هو الرغبة في تقديم المساعدة لعائلاتهم في الوطن. هذه المبالغ النقدية الصغيرة تتجمع لتشكل عاملاً اقتصادياً مهماً في العالم كله، غير أنها تتسبب في مشاكل أيضاً. 

غادر ألمانيا في السنوات العشر الماضية نحو 200 ألف مهاجر لكي يعودوا إلى أوطانهم. وتقدم ألمانيا برامج خاصة تدعم عودة المهاجرين، كما تقدم لهم الدعم المالي أيضاً. 

تواجه القوى العاملة المهاجرة إلى ألمانيا صعوبات كبيرة على طريق الترقي المهني. غير أن فرص المهاجرين آخذة في التحسن بفضل العولمة، مثلما يرى العارفون ببواطن الأمور.  

عاما بعد عام، يلقى مئات الأفارقة حتفهم أثناء محاولتهم الهجرة إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب صغيرة. وتقدر منظمات حقوق الإنسان عدد الضحايا بأكثر من 14 ألف شخص منذ عام 1988. 

يعيش المهاجرون غير الشرعيين دائماً على حافة الكارثة. ولذلك تحاول الجهات الحكومية في مدينة كولونيا تخفيف حدة الأوضاع الكارثية التي يعيشون فيها. ولكن كولونيا أيضاً ليست جنة للذين يعيشون بدون أوراق. 

يواجه العديد من المهاجرون مشاكل كبيرة في التأقلم مع المحيط الاجتماعي الجديد، بالإضافة إلى صعوبة حصولهم على عمل مناسب. كل ذلك يساهم في تكريس الشعور بالغربة والحنين للوطن الأم يتحول لدى البعض أحيانا إلى اكتئاب حاد.  

يرى كلاوس باده، مؤسس معهد أبحاث الهجرة التابع لجامعة أوسنابروك، أن الاتحاد الأوروبي يزيد من موجات الهجرة من خلال السياسة الاقتصادية غير العادلة التي يطبقها. 

تطالب نادية هيرش، العضو في البرلمان الأوروبي عن الحزب الديمقراطي الحر، بإيجاد طريق مشروع بالنسبة لمن لا يحمل أوراق إقامة شرعية، كما تطالب بتطبيق إجراءات تشمل كافة دول الاتحاد الأوروبي من أجل تنظيم هجرة المتخصصين إليها. 

يرى مارتين نويماير، مفوض شؤون الاندماج في ولاية بافارية الألمانية وعضو الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ، أنه لا مناص من وضع معايير للهجرة ملزمة لكل الدول الأوروبية. 

بالنسبة لكارل بوب، المختص في قضايا الشؤون الأوروبية لدى منظمة "برو أزول"، فالأمر واضح لا شك فيه: تعامل أوروبا مع اللاجئين ليس إلا فضيحة، ويطالب أوروبا بأن تفتح حدودها الخارجية.